تحقیقی در زبان عربی

ترجمه متون عربی به فارسی و بالعکس

تحقیقی در زبان عربی

ترجمه متون عربی به فارسی و بالعکس

قصیده النثر

«قصیدة النثر»                
تسمیة قصیدة النثر
إن هناک ثلاث تسمیات تاریخیة شهیرة مرّ بها هذا النمط الشعری العربی الجدید منذ المطلع القرن العشرین : 1- الشعر المنثور 2- قصیدة النثر 3- القصیدة الحرّة ، إلا أن التسمیة الأکثر شیوعا و شهرة هی : «قصیدة النثر». (فائز العراقی ، ص41)

«قصیدة النثر»                
تسمیة قصیدة النثر
إن هناک ثلاث تسمیات تاریخیة شهیرة مرّ بها هذا النمط الشعری العربی الجدید منذ المطلع القرن العشرین : 1- الشعر المنثور 2- قصیدة النثر 3- القصیدة الحرّة ، إلا أن التسمیة الأکثر شیوعا و شهرة هی : «قصیدة النثر». (فائز العراقی ، ص41)
قصیدة النثر ترجمة حرفیة لمصطلح غربی"Poeme en Prose" تکتب کما یکتب النثر تماماً، أی هی تدفق، تقدم مستمر، وجدت لتحدید بعض کتابات "رامبو" النثریة الطافحة بالشعر کـ"موسم فی الجحیم" و"إشراقات" و لها أصول عمیقة فی الآداب کلها و لاسیما الدینی منها و الصوفی. (حمود،ص189)
کان إطلاق تسمیة "قصیدة النثر" آخر رواسب الحس الکلاسیکی فی حرکة التجدید الحدیثة فی الشعر العربی ...، فإذا قلنا الیوم " قصیدة النثر" ضمن إطار حرکة الشعر الحدیث ، ،إنما نعود القهقری إلی منطق الخانات التی تحاصر الفنّان بمجموعة ثابتة من القواعد، أی إننا نعود بعبارة اخری إلی منطق المحافظین ... و إذا کان هناک ما یشبه الإتفاق حول المصادرة القائلة بأن الوزن الموروث لیس معیارا وحیدا للشعر فإن إحلال کلمة "النثر" مکان الوزن ، لا تعبر إلا عن "رد الفعل"  لا عن الفعل الذی یصنعه الشعراء الحدیثون ، فهی - قصیدة النثر- تقف فی الطرف المقابل لما یدعونه بقصید النظم ، و لکن دعاة هذه و تلک یلتقون فی الواقع عند حدود المفهوم الکلاسیکی للشعر ، بمعنی آخر المفهوم الشکلی ، فلیس النثر فی قصیدة النثر هو الذی یمنحها قیمتها الفنیة الجدیدة ، و لیس النظم فی قصیدة النظم هو الذی منحها قیمته الکلاسیکیة القدیمة ، و إنما هناک شئ آخر لا علاقة له بطریقة ترکیب الکلمات ، نثرا و نظما ، هو الذی یخلق ما ندعوه بالشعر. (غالی شکری، ص82)
تعریفها
قول أنسی الحاج تعریفه لقصیدة النثر : « هی وحدة متماسکة لاشقوق بین أضلاعها ، و تأثیرها یقع ککل لا کأجزاء ، لا کأبیات و ألفاظ».  (بزون ، ص57)
ویصف أدونیس القصیدة الجدیدة بأنها تأسیس نوع جدید من التعبیر ، بحیث تصبح القصیدة مثلا کتابة جدیدة لیست وزنا بالضرورة و لیست لاوزنا بالضرورة ، تصبح إیقاعا وزنیا نثریا أو نثریا وزنیا یمکن أن تمتزج فیها الأنواع کلها. (بزون ، ص58-59)
و سمات قصیدة النثر کما حدّده یوسف الخال : البساطة الحریة، البعد عن الخطابیة و البهلوانیة البلاغیة ، و البیانیة التی ترادف البساطة ، هناک صفات یمکن أن تنطبق أیضا علی الشعر التفعیلة و تعریف آخر ورد فی مجلة الشعر: قصیدة النثر شعر لا نثر جمیل ، إنها قصیدة مکتملة ، کائن حیّ مستقل ، مادتها النثر و غایتها الشعر ، النثر فیها مادة تکوینیة ، ألحق بها النثر لتبیان منشأها ، و سمّیت قصیدة للقول بأن النثر یمکن أن یصیر شعرا دون نظمه بالأوزان التقلیدیة و أما الشروط الثلاثة التی ذکرها أنسی الحاج فی مقدمة "لن" کشروط لقصیدة النثر : الإیجاز (الإختصار) ، التوهج ، و المجانیة ، و أضفنا إلیها التکثیفَ.  (بزون، ص59-60)
و قول "کولردج" فی تعریف قصیدة النثر : «التالیفات التی تستحق إسم القصیدة ، فتلک التی توجد فیها متعة معینة فی توقّع تکریر الأصوات و الوحدات العروضیة ، أیا کان مضمونها. (بزون، ص 64)
تمییز قصیدة النثر من الشعر الحرّ و غیره
تمییز قصیدة النثر من الشعر الحرّ کإصطلاح آکادیمی ترتکز إلی أساسین : الأول، أن قصیدة النثر تعتمد الکتابة الخطیة تماما کما النثر ، أما الشعر الحرّ فیکتب کما الشعر الموزون ، و الثانی أن قصیدة النثر تتوقف عند نهایة الجملة فی حین أن الشعر الحرّ یعمد إلی قطع الجملة . (بزون، ص66)
و إن قصیدة النثر هی قصیدة تتمیز بواحدة أو أکثر من خصائص الشعر الغنائی، غیر أنها تعرض فی المطبوعات على هیئة النثر وهی تختلف عن الشعر النثری بقصرها وبما فیها من ترکیز. وتختلف عن الشعر الحرّ بأنها لا تهتم بنظام المتوالیات البیتیة. وعن فقرة النثر بأنها ذات إیقاع ومؤثرات صوتیة أوضح مما یظهر فی النثر مصادفة واتفاقاً من غیر غرض ، وهی أغنى بالصور وأکثر عنایة بجمالیة العبارة، وقد تکون القصیدة من حیث الطول مساویة للقصیدة الغنائیة لکنها على الأرجح لا تتجاوز ذلک وإلا احتسبت فی النثر الشعری.
http://hajes.maktoobblog.com/741401/
و إن أبرز ما یمیز قصیدة النثر من الشعر الحرّ هو الکتابة علی الصفحة البیضاء ، فقصیدة النثر تستمر خطوطیا کما النثر و تتوقف عند نهایة الجملة و لاتتبع قواعد المتوازی الصوتی و الدلالی ، و تختلف عن النثر بأنها تجمع إلی الذهنیة الحدثیة و الرؤیاویة و إلی التدفق و الإنسیابیة التوتر المشحون ، وبالإضافة إلی ذلک فهی تستغل أنواع الإیقاع : صوتا و لفظا و صورة و ترکیبا و جملة و فقرة و تکرارا و جناسا. (حمود، ص202)
و ثمة اختلاف فی الوحدة بین قصیدة الوزن و قصیدة النثر ، ففی الأول البیت هو الوحدة و فی الثانی الجملة هی الوحدة ، فقال "جان کوهین": «إن المعیار الوحید الذی نمیز بواسطته الشعر الحرّ من قصیدة النثر ، هو الکتابة ، فیما تتوقف قصیدة النثر دائما عند نهایة الجملة ، و تلتزم بتوازی البیتین اللفظیة و الدلالیة ، یقطع الشعر الحرّ کما الموزون قواعد التوازی الصوتی الدلالی متعمدا، فقصیدة النثر لاتختلف فی الواقع عن الشعر الحرّ إلا بإحترامها لقواعد التوازی .(بزون ، ص64)
و علی صعید الفوارق بین المصطلحین؛"قصیدة النثر"و"الشعر المنثور"، یمکن القول إن "الشعر المنثور" کان یمیل نحو الإستطراد و الشرح و التعلیل و التوضیح إضافة إلی السیولة النثریة التی تؤثر سلبا علی الإیقاع الداخلی بوصفه مصدرا للتناغم و التجانس و التآلف داخل الجملة الشعریة و داخل المقطع الشعری و علی مستوی بناء القصیدة ککل، إن کل الظواهر أو العناصر المذکورة (الإستطراد و الشرح و التفسیر و التعلیل) تؤدی إلی تقلیل درجة الشاعریة و إلی خبو الوهج و الألق الشعری ، و تشکل ثغرات فنیة حقیقیة أمام تطور التجربة الشعریة ، و هو ما تلافته "قصیدة النثر" لاحقا ، حیث بدأت تمیل إلی التکثیف و الترکیز الشدید بدلا من الإستطراد و الشرح و إلی البنائیة و الوحدة العضویة المستقلة المتماسکة ، و إلی ظهور أکبر لدور "الإیقاع الداخلی" بإعتباره عنصرا فاعلا و حاسما للتمییز بین الشعر و النثر بإعتبارهما جنسین أدبیین یظلان یحملان عناصر تمایزهما ، بالإضافة إلی إمکانیة تداخلهما. (فائز العراقی، صص 57-58)
ظروف ولادة قصیدة النثر
الحقیقة أن قصیدة النثر لم تتفتح فجأة فی روضة الآداب الفرنسیة ، فقد کان یلزمها لذلک أرض صالحة ، أود أن أقول أذهانا تؤرقها شعوریا أو لا شعوریا الرغبة فی إیجاد شکل جدید للشعر ، و کان یلزم ایضا الفکرة الخصبة التی مفادها أن النثر قابل للشعر. (سوزان برنار،ص 23)
و یختصر أدونیس العوامل التی مهّدت لذلک قائلا: «هناک عوامل کثیرة مهّدت ، من الناحیة الشکلیة ، لقصیدة النثر فی الشعر العربی ، منها؛
1. التحریر من وحدة البیت و القافیة و نظام تفعیلة الخلیلی ، فهذا التحرر جعل البیت مرنا و قرّبه إلی النثر.
2. انعتاق اللغة العربیة و تحریرها و ضعف الشعر التقلیدی الموزون ، و ردود الفعل ضدّ القواعد الصارمة النهائیة ، و نمو الروح الحدیثة ، ثم هناک التوراة و التراث الأدبی القدیم ، فی مصر و بلدان الهلال الخصیب علی الأخصّ.
3. ترجمة الشعر الغربی ، و ان الناس عندما یتقبّلون هذه الترجمات و یعتبرونها شعرا ، رغم أنها بدون قافیة و لا وزن.
4. النثر الشعری و هو من الناحیة الشکلیة ، الدرجة الأخیرة فی السلم الذی أوصل الشعراء إلی قصیدة النثر، و أن قصیدة النثر نفسها هی أسلوب فی الرفض و هی تمرّد فی نطاق الشکل الشعری .
5. أن قصیدة النثر التی یعتبرها البعض  ردّة فعل ضدّ الأذواق و الإتجاهات السائدة ، تقدم لنا علی العکس ، بتعبیرها عن تطلعاتنا العمیقة الرفض السریّ فی حیاتنا ، و الحرکات الروحیة الغامضة و الوجه المختبئ فی الظلّ و  العتمة.
6. و إضافة إلی ذلک ، هذه المواقف لشعراء مجلة "شعر" و أصحاب مشروع قصیدة النثر فی لبنان تشکّل واحدا من العوامل المساعدة علی التغییر أو الإنتقال ، علی المستوی الأدبی ، إلی نصوص جدیدة مختلفة توازی الرؤیة "الثوریة" التی صهروا بها .(بزون ،ص67-68)
مواقف الشعراء 
و تدلّ مواقف الشعراء علی أمرین ؛ أولا: الظروف السیئة و استمرار الحیاة المتخلفة التی تدعو إلی الثورة ، و ثانیا : علی وجود الوعی الذاتی لدی أصحاب المشروع التجدیدی ،و إذا کانت الحیاة الإجتماعیة لدی العرب لاتزال ملیئة بمظاهر التخلّف و الفساد و الفقر و التسلط فی الفترة التی تلت خروجها من الإستعمارات ، فإن الحیاة الثقافیة کانت قد انفتحت علی الغرب من جهة ، و شهدت علی مستوی الشعر ثورة مهمة قام بها السیاب و نازک الملائکة . (بزون ،ص69)
و ماجاء به "جبران" و "الریحانی" یدلّ علی تأثیرهما بالأدب الإنجلیزی و الأروبی ، تأثّرالأول بـ"رالف والدوأمرسون" (Ralph Waldo Emerson)، و الثانی بـ"ولت ویتمان"، وتأثرهما بـ"ولیم بلیک" و"شکسبیر" ، بعد إتساع حرکة الترجمة و معرفة اللغات الأجنبیة خصوصا الفرنسیة و الإنجلیزیة . (بزون، ص70)
و الموقف المعارض من قصیدة النثر کان للأستاذ "صبری حافظ" الذی یلتقی مع "نازک الملائکة" فی توجیه الإتهامات لشعراء قصیدة النثر فهؤلاء «یملکون تاریخا طویلا من التسکع علی أرصفة الحضارة الأروبیة المتحضر و حرکة قصیدة النثر هی حرکة هدم و تدمیر». (حمود،ص192-193)
إنطلق "صبری حافظ" إلی معالجة قضیة قصیدة النثر من خلال مقاییس الفنیة لا الإتهامیة أخذ علیها ما یلی:
1. لیس لهذه المحاولة (قصیدة النثر) أی جذور تراثیة فی أدبنا العربی.
2. تفتقر قصیدة النثر إلی عناصر الجرس و الإیقاع و الإنتماء إلی أرض تراثیة قومیة.
3. هذا الشکل التعبیری یترجح بین أمور ثلاثة:
أ‌. رصف العدید من الصور النثریة فی محاولة لإستخراج شئ أو للتعبیر عنه.
ب‌. أقصوصة رکیکة ممزقة الأوصال فی سطور نثری مبتورة
ت‌. بنار مطلسم من الکلمات الهجینة الغربیة.(حمود، صص193-194)
و یقول الناقد المصری "غالی شکری" فی هذا السیاق : «من خلال النظرة التاریخیة نستطیع أن ندرک الظروف الحقیقیة للتجدید ، ولاشکّ أن الثقافات الأجنبیة و مدارس الشعر الغربی و البیئات الحضاریة الجدیدة ، کانت جمیعها من عوامل التجدید ، و لکننا نلاحظ أن حرکات التجدید فی جمیع المراحل السابقة علی حرکة الشعر الحدیث قد حافظت علی جوهر الشعر العربی ، بینما نلاحظ فی الوقت نفسه أن الحرکة الحدیثة تقوم أساساً علی رفض هذا الجوهر ، فلایقتصر التجدید فیها علی إستخدام الأسطورة أو الرمز أو لغة الحدیث الیومی أو مشکلات المیتافیزیقیة». (بزون، ص71)
أما "خلیل حاوی" – و هو من أبرز الذین أدرکوا جوهر الحداثة – فیلاحظ معظم شعراء قصیدة النثر أخذوا بالتشتت و الإنفراط بعد ما هدموا الأوزان الخلیلیة إذ لم یفهموا أن قصیدة النثر تبنی علی إیقاع ما هو الوزن الإسکندری الصعب للغایة و کذلک لم یفهموا أن وحدتها هی الفقرة... و یری خلیل حاوی أن الشعراء الحدیثین قلما نجحوا فی کتابة قصیدة النثر ، و ان کثیرا من النثر الردئ دخل مجال الشعر بإسم قصیدة النثر أو الشعر الحرّ . (حمود ، ص200)
بدایات قصیدة النثر  فی العالم
إن هذا الفنّ له جذوره و إنتماؤه الغربی ، فـ"بدولیر" یُعتبر جدُّ هذه القصیدة و مؤسسها الأول فی العالم ، کما أن "ولت ویتمان" کان أول من کتب القصیدة النثریة بشکل ناضج .
و یعدد الشاعر یوسف الخال فی معرض نقده لکتاب نازک الملائکة "قضایا الشعر المعاصر" شعراء قصیدة النثر کما یلی :« لوتریامون ، بودلیر ، رامبو ، کلودیل ، إیلیار ، هنری میشو ، أرتو ، سان جون برس ، (الفائز بجائزة نوبل) رینة شار و بونفوا»
أما خالقو هذه القصیدة من منظر الشاعر الفرنسی "فرنسیس کارکو" هم الشعراء الخمسة الکبار؛  ألویزیس برتران ، بودلیر ، رامبو ، لوتریامون ، و مالارمیه .
و هناک شعراء آخرون معاصرون یترددون بین الوزن و النثر منهم ؛ رینة شار ، بییر ریفردی ، هنری میشو . (بزون ، ص79)
فقد أسهم "شاتوبریان" أکثر من أی شخص آخر ، بإشعاع عبقریته ، فی تطویر القصیدة ، أو بالأحری فی تطویر "الأغنیة" النثریة.(سوزان برنار، ص 37 )
و قد شاع هذا المصطلح "قصیدة النثر" عربیاً و غطّی علی المصطلحات الاخری ، و یعتبر الشاعر العربی السوری "أدونیس" أول من إستخدم هذا المصطلح فی الشعر العربی الحدیث : «کان أدونیس فی دراسة له عام 1960م ، فی "شعر" عن "قصیدة النثر" أول من إقترح المصطلح ، إعتمادا علی أطروحة "سوزان برنار" ، "قصیدة النثر منذ بودلیر إلی أیامنا" ». (فائز العراقی، ص54)
شاعت هذه القصیدة فی لبنان بادئ الأمر مع مطلع الخمسینات ثم بنتها مجلة "شعر" و مجلة "حوار" و من الصحف جریدتا "النهار" و "لسان الحال".(حمود،ص189)
و تأثرت قصیدةُ النثر و شعراؤها بالتیارات التی کان لها الأثر الکبیر فی إغناء هذا النوع الشعری ، خصوصاً السوریالیة ، و هذا ما جعل أدونیس یقول صراحة : «تأثرت بالحرکة السریالیة ، هی التی قادتنی إلی الصوفیة ، تأثرت بها أولا و لکننی إکتشفت أنها موجودة بشکل طبیعی فی التصوف العربی فعدتُ إلی التصوف» .
و یقول عبد العزیزالمقالح : « إنّ هناک موروثا عربیا إسلامیا أقرب عهدا و أرحب تجربة و إمکانیة لیکون الأساس التاریخی لهذا الشکل المتجاوز من الشعر ، إنه الموروث الصوفی النابع من اللغة القرآنیة و الإیقاع القرآنی و من تجربة روحیة لها أبعادها الإنسانیة العمیقة و تأثیرها الواضح علی حرکة الجدید و الأجد فی شعرنا العربی المعاصر » . (بزون، ص83)
و أما شعر الرواد"بدر شاکر السیاب"،"نازک الملائکة"،"عبدالوهاب البیاتی"،"بلند الحیدری" و غیرهم فإن تجدیدهم قام علی تغییر بناء البیت العروضی من البحر إلی التفعیلة ، فشعر هؤلاء لم یکن حرّا ، بل قیّد نفسه بالوزن و إن إعتمد تفعیلات البحور الخفیفة ، فهو إمتداد للشعر العربی القدیم و لکنه ساهم بولادة شعر الحداثة بتمرده علی بحور الخلیل و القافیة دون أن یهمل الإنشاد لأنه شعر له أذن تسمعه سواء أ کانت سیاسیة أم عاطفیة تؤثر فی السامعین ، و ما تفرضه معاصرة الشاعر لمجتمعه من أحداث. (عبد العزیز ابراهیم، ص178)
دراسة بذور قصیدة النثر فی التراث العربی فی ستة أجزاء :
تظهر الرومانتیکیة النامیة التی تبحث عن شکل أفضل تطابقا مع التطلعات الجدیدة میلین : من ناحیة، ذوق أکثر فأکثر وضوحا للآداب الأجنبیة و لاسیما الأغانی و القصائد و الموشحات الغنائیة الشعبیة التی تضاعفت ترجمتها ، من ناحیة أخری ، إستعدادا و إرادة ثوریة أکثر فأکثر وضوحا فیما یتعلق بشکل الشعر و لغته. (سوزان برنار ،ص38) و إلیک بعض بذور قصیدة النثر فی التراث العربی ؛
1 – فن المقامات :
فن انتشر فی القرن الرابع للهجری ، وهو عبارة عن مآلفة بین الشعر والنثر ، مستنداً على لغة أدبیة خاصة ، تعتمد على النزوع إلى الإطناب والإکثار من الجمل المترادفة والتزام السجع للحفاظ على التوازن الصوتی الخاص بالمقامة ، وأهم من یمثلون هذا العصر : (ابن العمید والصاحب بن عباد وبدیع الزمان الهمذانی وأبی عامر بن شهید وأبی بکر الخوارزمی) .
واستمر هذا الأسلوب الخاص حتى مطلع القرن الماضی لدى المویلحی ، فی (حدیث عیسى بن هشام) ولدى أحمد شوقی فی (أسواق الذهب) .
وفن المقامة تنهل من الطرفین النثری والشعری معاً ، فهو فن نثری شعری ، وقد أطلق علیه صفة النثر الفنی ، ففیه من الإیقاع ما یقارب الشعر ، لکنه لا یصله من حیث الوزن والقافیة والشطرین الذین أحاطوا بمفهوم القصیدة آن ذاک .
2 – النثر الشعری لدى الصوفیین :
کحرکة موازیة لحرکة المقامات الآنفة الذکر ظهرت حرکة أکثر عمقاً وأکثر تعقیداً لکنها مهمشة وضائعة آن ذاک بسبب المناخ السیاسی السائد حینها ، وهی النثر الشعری للصوفیین ونجدها فی طواسین الحلاج ، ومواقف النفری ، ومخاطباته والإشارات الإلهیة للتوحیدی ، حیث نشهد ثورة باللغة على اللغة لتأسیس مشهد جدید ، یکشف عن تجارب روحیة هادرة تنزع للتحرر .
3 – النثر الشعری الرومانسی :
ظهرت فی مطلع القرن العشرین تجارب تحاول محاولةً جادة فی أن تغرف من الشعر فی أسلوب الکتابة النثریة ، وکان أهمّ مَن مثّل هذه المدرسة (جبران خلیل جبران وأمین الریحانی والرافعی ، وأحیانا کثیرة لدى المنفلوطی والزیات وطه حسین) .
4 – الشعر المنثور :
وهی مرحلة تعتبر کمرحلة نضج للنثر الشعری الرومانسی وامتداداً له ، وهنا نجد أن التجربة تقترب کثیراً من قصیدة النثر ، لا فی شکله الظاهری فحسب ، إنما فی نظامه الإیقاعی الداخلی والخارجی وما یفرضه هذا النظام من هیمنة على البناء النحوی الخاص بشعریة النص ، وکبدایة لذلک نجد (قصیدة المساء 1902 لخلیل مطران ومرثیته التی أنشدها فی حفلة تأبین الشیخ إبراهیم الیازجی ، بعنوان شعر منثور 1906، وما کتبه أمین الریحانی اعتبارا من سنة 1907، ثم ما کتبه جبران).
5 – بدایات مفهوم قصیدة النثر :
تظهر فی جماعة "أبولو" فی مصر التی أسست مجلة سمیت بنفس الاسم فی أیلول عام 1932 هذه الجماعة بدأت بتأسیس المفاهیم الأولیة لقصیدة النثر ، لکن ما کان یعیب علیهم تأثرهم الأعمى بالقصیدة النثریة التی وفدت من الغرب ، والتجارب السریالیة والدادئیة التی اتخذوا منها نبراساً لتجاربهم .
6 – توطید مفهوم قصیدة النثر :
بدأت التجارب الجادة لبلورة مفهوم قصیدة النثر لدى جماعة "شعر" فی سوریة (أدونیس - أنسی الحاج ..إلخ) حیث أخذت قصیدة النثر تفرض نفسها کجنس أدبی جدید ، لها میزاتها ولغتها الشعریة واصطلاحاتها اللغویة ، معتمدین على تجارب من التراث العربی ، وأخص بالذکر الشاعر الکبیر أدونیس ، حیث نظّر لهذا المفهوم بالإضافة لما کتب .
إذاً : من خلال هذا السرد التاریخی الموجز ، لا نجد قصیدة النثر نشازاً ، أو ورماً خبیثاً فی جسد الشعر العربی ، إنما تطوراً طبیعیاً لما کان فی الماضی ، مع مرور بحالات جمود وسکینة ، نتیجة الظروف التاریخیة التی تعرضت لها المنطقة بشکل عام ، ولیس دخیلاً على الشعر العربی أو غریباً عنه ، بل حرکة تجدید وتطویر طبیعیتین لأی منتج أدبی ، فهو لم یکن کما المسرح مثلاً ، إذ أن الثقافة العربیة لم تسمع بهذا المصطلح قبل قرن و نصف تقریباً .


مفهوم قصیدة النثر أسسه النظریة وخصائصه البنائیة :
 قد أرجع أدونیس- أحد أهم شعراء قصیدة النثر العربیة - ظهور هذا المصطلح ونجاحه فی الشعر الحدیث إلى ما یلی:
ـ التحرر من نظام العروض الخلیلی الذی ظل حاجزا نفسیا یقف ضد کل تجدید أو تطویر فی الشعر العربی، وهذا التحرر قرب المسافة الفاصلة بین الخطابین النثری والشعری.
ـ الرغبة الجامحة فی التخلص من کل ما یمت إلى الأشکال والقواعد الموروثة بصلة، والبحث الجدی عن بدیل لما تم هدمه وتجاوزه .
ـ التوراة والتراث الأدبی القدیم فی مصر وبلدان الهلال الخصیب ، وهو تراث یتمیز بکتاباته النثریة ذات النفس الشعری .
ـ ترجمة الشعر الغربی، فالقارئ العربی یعده شعرا على الرغم من تحرره من الوزن والقافیة ، ویتحسس أبعاده الشعریة المتولدة عن الصورة ووحدة الانفعال.
ـ اختمار الأشکال التجریبیة ما قبل قصیدة النثر، وآخرها النثر الشعری.
وقد حددت "سوزان برنار" لهذا الشکل الشعری ثلاثة خصائص تبناها کل من الباحثین الغربیین وهی :
أ ـ الوحدة العضویة: فقصیدة النثر بناء یصدر عن إرادة واعیة، ولیس مجرد مادة متراکمة تراکما غفلا، إنها کل غیر قابل للتجزیء أو الحذف أو التقدیم أو التأخیر بین مکوناته .
ب ـ المجانیة: فهذا الشکل، شکل جدید لا علاقة له بکل أشکال الکتابة المعروفة من نثر وشعر، وروایة ومسرحیة، حتى ولو وظف تقنیات هذه الأشکال، فهو شکل جدید لا غایة له خارج عالمه المغلق، أی، أنه مجانی ولا زمانی .
ج ـ الکثافــة: یبتعد هذا الشکل الجدید عن کل خصائص النثر من استطراد وإیضاح وشرح وإطناب، وتکمن خاصیته الشعریة فی کثافته وإشراقه، وبعبارة أدونیس انه " کتلة مشعة مثقلة بلا نهایة من الإیحاءات قادرة على أن تهز کیاننا فی أعماقه، إنها عالم من العلائق".
http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?28286-%E3%DD%E5%E6%E3-%DE%D5%ED%CF%C9-%C7%E1%E4%CB%D1-%C3%D3%D3%E5-%C7%E1%E4%D9%D1%ED%C9-%E6%CE%D5%C7%C6%D5%E5-%C7%E1%C8%E4%C7%C6%ED%C9-%C3.-%DA%E1%ED-%C7%E1%E3%CA%DE%ED
إن ثورة الشعر الحدیث بلا حدود ، فهی لیست تمردا علی الأغراض الشعر القدیم من هجاء و مدح و رثاء و فخر ، و لیست تجاوزا لمرحلة البیت الواحد المکتفی بذاته ، مرحلة الحکمة الذهبیة و إنما هی ثورة علی القالبیة فی الفکر و التعبیر ، سواء کانت هذه القالبیة هی عمود الخلیل ، أو التفعیلة الواحدة ، و سواء کانت الأطلال هی ماضی الحب العظیم ، أو هی أمجاد الوطن العریق ، أو هی أزمة الإنسان الحدیث ، و إقترب الشعر بإستقلاله الذاتی عن الغناء و الرقص و الموسیقی و الفنون التشکیلیة من أن یکون شعرا. (غالی شکری ، ص85) 
آراء "أدونیس" فی قصیدة النثر :
یمکن إیجاز مجمل آراء أدونیس بقصیدة النثر بالملاحظات التالیة :
- تنطلق قصیدة النثر فی الحرکة الشعریة العربیة الجدیدة من ظاهرة إخضاع اللغة و قواعدها و أسالیبها لمتطلبات جدیدة بحیث أنها تثیر فی تراثنا العربی معنی الشعر بالذات .
- فی التراث حدّ فاصل بین النثر و الشعر : الشعر هو فن البیت أی النظم.
- بین الشعر و العروض الخلیلی لا یعود ثمّ مجال لبحث قصید النثر
- الشعر لا یحدد بالعروض و هو أشمل منه ، بل أن العروض لیس إلا طریقة من طرائق التعبیر الشعری علی طریقة النظم.
- إذا کانت القصیدة الخلیلیة مجبرة علی إختیار أشکال موروثة فإن القصیدة الجدیدة نثرا أو وزناً حرة فی إختیار الأشکال التی تفرضها تجربة الشاعر.
- الإیقاع الخلیلی خاصة فیزیائیة فی الشعر العربی ، و القافیة فی العروض الخلیلی علامة الإیقاع ، هذه الخاصة هی للطرب فی الدرجة الأولی ، و قد أصبح وجودها أکثر أهمیة مما تعنی ، و من هنا أخذت تفقد حتی دلالتها الأصلیة.
- التعبیر الشعری الجدید تعبیر بمعانی الکلمات و خصائصها الصوتیة أو الموسیقیة أو الثقافیة جزء من هذه الخصائص لا کلها و هی إذن لیست من خصائص الشعر بالضرورة.
- الشکل الشعری الجدید عودة إلی سحر الکلمة العربیة الأصلی و إیقاعها و غناها الموسیقی و الصوتی ، و الشکل الشعری الجدید یتکون الآن بدأً من الکلمة العربیة و إیقاعها لا بدأً من القریض.
- من الخطأ أن نتصور أن الشعر یمکن أن یستغنی عن الإیقاع و التناغم کذلک من الخطأ القول بأنهما یشکلان الشعر کله.
- إن إیقاع الجملة و علائق الأصوات و المعانی و الصور و طاقة الکلام الإیحائیة و الذیول التی تجرها الإیحاءات وراءها من الأصداء المتلونة المتعددة ، هذه کلها موسیقی و هی مستقلة عن موسیقی الشکل المنظوم و قد توجد به و قد توجد دونه.
- فی قصیدة النثر موسیقی لکنها لیست موسیقی الخضوع للإیقاعات القدیمة بل هی الموسیقی الإستجابة لإیقاع تجاربنا و حیاتنا الجدیدة وهو إیقاع یتجدد کل لحظة.
- تتضمن القصیدة الجدیدة نثرا أو وزناً مبدأ مزدوجا : الهدم لدنها ولیدة التمرد و البناء لأن کل تمرد علی القوانین القائمة مجبر إذا أراد أن یبدع أثرا یبقی أن یعوض عن تلک القوانین بقوانین أخری کی لا یصل إلی اللاعفویة و اللاشکل.
- إن القصیدة الجدیدة نثرا أو وزناً خطرةٌ لأنها حرةٌ . (حمود ،صص196-198)


قصیدة النثر فی السبعینات نماذج من "سوریا"
قد حاول حسان عزت أن یعلن موقفا تصالحیا مع جیل الروّاد ، و هنا تبرز بوضوح نزعة ربط قصیدة النثر بالکتب المقدسة و الأساطیر و الأناشید السوریة ... ، ربما تخیّل حسان أن تسمیة أحد کتبه بـ "تجلیات حسان عزت" و تقسیمه إلی (ابداء و مزامیر و تجلیات )  أمر کافٍ لنصدق إنحدار کتابه من المزامیر ، کمفهوم قدیم ، و التجلیات کمفهوم صوفی ، إذ یقول :
إسم أمی العظیمة حواء
و إسمی حسان عزت
أما قصیدتی هذه فأسمّیها
التجلیات
و فی مکان آخر یقول :
هذه تجلیات البلطة
هذه تجلیات الفواجع
هذه تجلیات الخراب
هذه تجلیات
حسان عزت
و ربما کان هذا ما یریده حسان من العودة إلی الینابیع القدیمة ، لکن کما یبیّن کتابه تجلیات ، فإن ثمّ خطأ فی الطریق إلی هذه الینابیع ، فهذه التجلیات لا تخصّ مفهوم التجلیات الإبداعی ، و لا التجلیات بالمدلول الصوفی ، بل هی عبارة عن (تجلیات حسان عزت) وحده ، و یستغرب القارئ من کتاب یتلقی (تجلیاته ) و یکون عنده الوقت ضمن جمال و جلال التجلی أن یسطر فی النصّ أسهما شاقولیة و أفقیة:
                                                   شاردا
     یقطع الحلم    مندلعا
          بین
     مسار الشجرة    ضباب
          و خیال
          و وتر
و الطریف أن مثل هذا المثال جاء فی ثیاق فقرة مکتوبة وفق نظام التفعلیة حیث راوحت هذه الفقرة بین النثر و الوزن منذ بدایتها ، ثم إختلفت تفعیلتا (فاعلاتن) مع (مستفعلن) ، و لکن العمل یبقی أساسا محدودا بالإطار غیر الموزون ، لأن عنصر الوزن عند حسان کان طارئا و لایدخل فی طبیعة کتابته. (عبد المولی، ص219-221)
قصیدة النثر فی السبعینات نماذج من "لبنان"
ثمّة من قدم النص النثری البعید عن زوائد الکلام ، فهذا حسین نصر الله فی کتابه "أمتلئ باللیل مثل مصباح" الذی یسمیه علی الغلاف "شعر" ، یکتب نصا یعلو علی الثرثرة و الشرح و الإستطالة المجانیة ، و الکتاب فیه الکثیر من النصوص التی لاتمتدّ أکثر من نصف صفحة ، مکتوبة لغة مختصرة جمیلة تتصل بالواقع من جهة ، و تقدم رؤیته الفنیة حوله من جهة ثانیة ، لا یهیمن الواقع علی اللغة ، و لایتخلی نصر الله عن أدوات مثل الصورة و اللغة الشعریة و المجازیة حتی داخل النثر ، یقول بعنوان "القصیدة" :
خطوة فی السماء
حرف یابس فوق الطاولة
الأقلام صدئت و لا حبر فی اللسان
هل نسینا ؟
إننا الحب حتی الغروب
یشرب الشعر خمرته و یستلقی
و تنام القصیدة
کما ینظر المرء إلی الغرقی  
لاشک أن مثل هذا النموذج یؤدی وظیفة الشعر ، و لکن من باب آخر لایناقض أهمیة الشعر بل قد تفوق علیها ، إنه باب النثر ، و حسین نصر الله یکتب نثراً مکثفاَ یقلل من هیمنة الواقعیة علی اللغة الفنیة إلی قدر لابأس به ، و لکنه قد لایضبط نصّه ضبطا نهائیا ، و قد یترکه عرضة لإختراق اللغة العادیة. (عبد المولی ، ص248)
قصیدة النثر فی السبعینات نماذجین من "مصر"
لکن ما هو ذو معنی فی المثال المصری ، أن المقولات و الأطروحات لم تکن مقتصرة علی (قصیدة النثر) (قصیدة التفیلة) بل نادرا ما رأینا فیما اطلعنا علیه فصلا حادا بین الشکلین ، و هذا مما یسجّل للمصریین کذلک فـ "حلمی سالم" و"جمال القصاص" مثلا ، یکتبان قصیدة الإیقاع و المثر معا ، و قد تستقیم مقولاتها مع الشکلین معا ، فالتفصیلة لدی حلمی سالم نجدها فی الإیقاع و النثر علی حدّ سواء ، و قد یصحّ أن نقتنم کون هؤلاء یکتبون الإیقاع و النثر ، من أجل إقامة مقارنة فی السویة الفنیة للشاعر نفسه کیف تجلّت فی الشکلین ، و ربما کانت المقارنة إقتراحا نقدیاٌ لیس لازما ، لکنه إقتراح مشروع ، لنأخذ أولاً حلمی سالم الذی کتب النص "الصیف ذو الوطء" عام 1978م ، و هی عبارة عن نصّ نثری یستخدم فی مقاطع معینة منه الإیقاع ، یقول:
• أولاً
یلعب بالحربة و الیاقوت
من ثقب الکون یفوت
یلعب بالملک
و یموت
• ثانیاً
کان الطریق طریقه
 فمضی یحاول أن یرجرج کأسه من عمره
و بریقه
أقعی یفتش فی المیاه عن الصبا.
کان الغریق غریقه
• ثالثاً
طعن الفتی نفسه
مسته عابرة اللیالی بالمحبة ،
أثقلته مسة
فاختار مصرعه النقی
یجسه فی کل وقت من مواقیت البکا
جسه
خلق الفتی نفسه
• رابعاً
الوردة حمالةُ الأوجه
لمست عاشقتی البحر بکفین مدربتین
علی اللمس الصافی
و أنا أغرقنی موجه
قلت لصاحبتی : ما تختارین؟
أجابت : لک صحراء الورد،
و لی مرجُه
الوردة حمالةُ الأوجه
الوردة حمالةُ الأوجه
فهی أجیج الکون
و غنجُه  (عبد المولی، ص 275-276)
أما "جمال القصاص" کمثال ثانٍ ، فهو یقدم حالة اخری ، حین یستخدم النثر بکل معنی الکلمة ، فی قلب النصّ الإیقاعی ، إنه لا یستخدم النثر بمعنی الخروج علی الإیقاع بل نواجه عنده نفساً نثریاً قد لا نجده حتی فی قصیدة النثر ، فی علاقة المفردات و اختیارها و دورها داخل النصّ :
• أولاً
تأملته ..
کنت ألمح فی رعشة الکف نهرا
و طفلا
یخشخش فی شعره المتجعد
و الشمس تدخل فی عبرة البحر
تنعس فوق البیانو
و تلتف .. أحصنة من رخام
مرایا
فتافیت خبز
حوادیت
تصفر فی دفتر الوقت
عاشقة
تتمسح فی فروة الحلم
لا ترتجی غیر أغنیة لا تدلّ علیها
• ثانیاً
أی شئ سیطلع فی ثوب هذا الصباح
دوی انفجار شدید
ضرائب أخری ..
البطالة ..
"حرب الفراولة"
لغز العشیقة فی آخر المسرحیة،
فوضی الحداثة
مهزلة البرلمان
النیاشین ..
إیماءة الجنس فی الهاتف المتقطع
هبو الفساتین
فلسفة القمح
فتوی المهرج
فاتورة الکهرباء
یبدو "جمال القصاص" میالا فی قصائد تفعیلیة له ، إلی الإتکاء علی الوضح غیر الفنی ، بإستخدام الشرح و اللغة التقریریة الأقرب لإمکانیات النص الذی یقول شیئا واحدا لا یحتمل التأویل ، و هذا لیس من خصائص النص الإبداعی . (عبد المولی ،ص 278-279)
 
المنابع:
1. الحداثة فی الشعر العربی المعاصر بیانها و مظاهرها،محمد عبدحمود،للشرکة العالمیة للکتاب، بیروت،1996م صص189-202
2. شعرنا الحدیث... إلی أین، غالی شکری، الطبعة الثانیة ،منشورات الآفاق الجدیدة ، بیروت ، 1978م
3. شعریة الحداثة دراسه، عبد العزیز ابراهیم، اتحاد کتاب العرب ،دمشق ، 2005م، صص172-178
4. القصیدة الحرّ« قصیدة النثر» محمد الماغوط نموذجا،مولف فائز العراقی،الطبعة الاولی،مرکز الإنماء الحضاری،2008م
5. قصیدة النثر العربیة الإطار النظری، احمد بزون، الطبعة الاولی ، دار الفکر الجدید ، بیروت، لبنان، 1996م
6. قصیدة النثر(من بودلیر الی ایامنا)،سوزان برنار،ترجمة زهیرمجید مغامس،آفاق الترجمة،القاهرة،1999م، تحمیل مکتبة مصطفی
7. وهم الحداثة مفهومات قصیدة النثر نموذجا،محمد علاءالدین عبدالمولی،اتحاد کتاب العرب، دمشق،2006م
الإستزادة من المنابع :
1. أزمة القصیدة الجدیدة ، عبد العزیز المقالح، درالحداثة ، بیروت، دار الکلمة ، صنعاء ،1981م
2. أسرار النوم – عالم المعرفة – عدد 163
3. تقابل الفنون – ایتیان سوریو – ترجمة بدر الدین قاسم الرفاعی – منشورات وزارة الثقافة السوریة 1993
4. الثابت والمتحول – أدونیس – 3 مجلدات،الطبعة الخامسة ، دارالفکر ، بیروت، 1986م
5. دراسة للشاعر شریف رزق بعنوان المفاهیم النظریة للأنواع الشعریة فی شعر ما خارج الوزن قصیدة، الشعر الحر – قصیدة النثر – النثیرة والمنشورة فی العدد الخامس عشر من مجلة نزوى العمانیة.
6. دلالة المکان فی قصیدة النثر ،عبدالإله الصائغ،الطبعة الاولی، الاهالی للتوزیع، دمشق، سوریا،1999م،تحمیل مکتبة مصطفی
7. ضفائر جنین ، قصائد النثر، سعد الحاج بن جخدل ، المطبعة الجدیدة، الجزائر، ص 65.‏
8. فلسفة بنیة الإیقاع للدکتور علوی الهاشمی العدد 20 من کتابات معاصرة عام 1994
9. فی شعریة قصیدة النثر، عبدالله شریق، منشورات اتحاد کتاب المغرب، بدعم مکتبة الإعلامی الکویتی بالرباط، الطبعة الاولی،2003م، تحمیل منتدیات سور الأزبکیة.
10. قصیدة النثر ، احمد زیات ، اتحاد کتاب العرب
11. قضایا الإبداع فی قصیدة النثر – یوسف حامد جابر – الطبعة الأولى عن دار الحصاد بدمشق 1991.
12. قصیدة النثر ومغالطات التعریف، رشید یحیاوی، علامات، م8، حـ32، أیار 1999، ص56.
13. «لن» ، أنسی الحاج، دار مجلة شعر ، بیروت ، الطبعة الاولی ، 1960م
14. محاضرات تمهیدیة جدیدة فی التحلیل النفسی - تألیف سیجموند فروید - ترجمة عزت راجح 1990
15. النصّ المشکل، قصیدة النثر ، عبد المطلب محمد،
16. الوعی والفن - تألیف غیورغی غاتشف - ترجمة د.نوفل نیوف - سلسلة عالم المعرفة العدد 164
17. مقالة "قصیدة النثر والتکنولوجیا"، محمود الضبع
18. مقالة  "محمود درویش و قصیدة النثر ، أمجد ناصرشاعر من الأردن یقیم فی لندن

نظرات 10 + ارسال نظر
مجید قاسمی سه‌شنبه 22 آذر‌ماه سال 1390 ساعت 09:10 ق.ظ

سلام خانم حسینیان وبلاگتان را خواندم .مطالبتان جالب بودند و با اجازه شما بسیاری از آنها را برای خودم کپی کردم منتظر مطالب جدیدتر هستم

خواهش میکنم همکلاسی بزرگوار

سلام جمعه 25 آذر‌ماه سال 1390 ساعت 10:38 ب.ظ http://www.takamolebinesh.blogfa.com

سلام
خسته نباشی
از الفور چه خبر
بروزم

دیوونه مهربون شنبه 26 آذر‌ماه سال 1390 ساعت 03:45 ب.ظ http://www.man312.blogfa.com

اوا سلام مترجم جونم
من تازه یافیده امت.
چرا خود را لو نداده بودی گوگوری مگوریه من؟
من امتحان اولم عربیه.کتاب ربادر شرتونی شماره ۴
من همون یک ودوشو نگرفتم.چه برسه به این
مترجم کاش می تونستی بری جای من امتحان ا=عربی بدی.متجرم من از زید متنفرم.همون که هی تو مثال های می زننش یا اون طرفو می زنه.
من با تمام سلول های بدنم انزجار خودم رو از درس عربی اعلام می دارم
نمی دونی این چند وقته چقده به عربا حسودیم شده که عربیشون خوبه

سلام مهر مرسی آبجی مگه آجیت مرده که تو تو عربی گیر کردی ؟

دیوونه مهربون پنج‌شنبه 22 دی‌ماه سال 1390 ساعت 03:33 ب.ظ http://www.man312.blogfa.com

سلام مترجم جونم
چگونه ای خواهر؟
اااااع نبودی یه امتحان عربی ای دادم که نگو
دلم از دست برادر شرتونی خونه
دعا نما استاد مهربون مارا به ۱۴ برساناد

سلام آبجی جونم خب میگفتی خواهری کمکت میکردم

کمال یکشنبه 25 دی‌ماه سال 1390 ساعت 09:42 ب.ظ http://www.sosan4.blogfa.com

سلام با عرض ادب و احترام خدمت استاد عزیز
ببخشید بی مقدمه میرم سر اصل مطلب
من یکی از دوستان شما هستم
و ارادت دارم به شما
در یک سایت یا انجمن فعالیت میکردم دیدم
مشکل در ارائه خدمات دارن
میتونید شما به عنوان مشاور در اونجا پاسخگو باشید و ضمنا وبتون و یا سازمان یا نهادتون رو تبلیغ کنید
مشکل جوانان رو با نظرات خودتون حل کنید و در عوض رضایت خالق رو کسب کنید
برای هر نوع مشکلی فقط کافیه یه خط بنویسید
من آدرس رو میزارم اگه خواستید تشریف بیارید http://www.qalameson.org
بعدشم در خدمتیم کاری بود خبر کنید
اگه خودتون نمیرسید خواهشا یک روانشناس رو معرفی کنید
آخه بحثها خیلی زیاد شده و نمیتونیم جوابگو باشم مخصوصا دختران جوان و بحث زناشویی که با دیدنش میفهمید چی میگم بفرمائید

سلام بزرگوار تخصص من مشاوره نیست

نوای نی دوشنبه 14 فروردین‌ماه سال 1391 ساعت 12:28 ب.ظ

سلام خسته نباشید ممنون از اموزش عربی برای حجاج خیلی خوبه ولی من رفته بوده عتبات تونجف که رسیدم فوری از هتل رفتم زیارت حرم امام علی موقع برگشت چون هتل دور بود و منم بار اول بود که رفته بودم خدایی یکم ترسیدم گم بشم رفتم سر خیابون یک تاکسی صدا زدم نشستم تو تاکسی گفتم فندق المدائن فی شارع ... گفت اقاجان بشین کجا میخوای بری دیدم بابا اینا همه فارسن

خواهش می کنم بزرگوار . ولی خوبه که خودتون گفتید آموزش حجاج !! بعد رفتین نجف !!! عراق اکثرا فارسی بلدن

دیوونه مهربون سه‌شنبه 22 فروردین‌ماه سال 1391 ساعت 02:33 ب.ظ

بیا بانو و مثل سابقم کن

برای خادمی ات لایقم کن

شفاعت کن که قلبم پاک گردد

و همچون شیعه هایت عاشقم کن

آبدارچی هیئت سه‌شنبه 22 فروردین‌ماه سال 1391 ساعت 04:17 ب.ظ http://abdarchieheyat.blogfa.com/

به روزم با :

12مرحله از مراحل ساخت یه بچه مثبت در محیط مجازی

فرات دوشنبه 28 فروردین‌ماه سال 1391 ساعت 12:20 ب.ظ http://forattt.blogfa.com

خواهرمترجم
چرا خبرمان نکرده اید وبلاگتان در مورد زبان شیرین اهل الجنه است؟؟؟
تو کل الفور اگر من و شما دست همدیگرو نگیریم این خواهر دیونه میخواد بیاد اینجا دستتونو بگیره
با افتخارات لینک میشوید.
عنوان مطلب رو خوندم مشتاق شدم ادامه مطالب رو بخونم. اما دیدم ای داد ذهن ما گنجایش این مطلب شونصد خطی را ندارد فلذا در نگاهی اجمالی مواردی که نکته وار بهش اشاره شده در شعر متنبی جلب توجه کرد برامون وخواندیمشان.. متشکرات
خدا وکیلی یه ذره خلاصه بنویسید مغزمان وسط کار نهنگد بسی بهتر است.
ومن الله التوفیق.(گل)

چشم عزیزم

دیوونه مهربون شنبه 2 اردیبهشت‌ماه سال 1391 ساعت 02:02 ب.ظ http://www.man312.blogfa.com

سلام علیکم

نعم نعم انا منزجر من العربی

برای نمایش آواتار خود در این وبلاگ در سایت Gravatar.com ثبت نام کنید. (راهنما)
ایمیل شما بعد از ثبت نمایش داده نخواهد شد